کد مطلب:370201 سه شنبه 17 مرداد 1396 آمار بازدید:526
فی سالم بن أبى حفصة
423- محمد بن ابراهیم، قال: حدثنی محمد بن علی القمی، قال: حدثنا عبد اللّه بن محمد بن عیسى، عن ابن أبی عمیر، عن هشام، عن زرارة، عن سالم ابن أبی حفصة، قال: دخلت على أبی عبد اللّه علیه السّلام فقلت له: عند اللّه یحتسب مصابنا (1) برجل كان اذا حدث قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله قال أبو عبد اللّه علیه السّلام قال اللّه تعالى: ما
______________________________
فی سالم بن أبى حفصه قوله: عند اللّه یحتسب مصابنا
اما بیاء المضارعة المضمومة على البناء لما لم یسم فاعله، أو بنون المتكلم مع الغیر من الاحتساب بمعنى الاعتداد به فی الاجر، و جعله مما یدخر أجره و مثوبته، و كأنه عنی بالرجل الذی اذا حدث قال قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله أبا جعفر الباقر علیه السّلام.
قال فی المغرب: احتسب بالشیء اعتد به و جعله فی الحساب، و منه احتسب عند اللّه خیرا اذا قدمه، و معناه اعتده فیما یدخر عند اللّه.
و من صام رمضان ایمانا و احتسابا ای صام و هو مؤمن باللّه و رسوله و یحتسب صومه عند اللّه[986].
و كلام أبی عبد اللّه و ذكره علیه السّلام الحدیث القدسی مغزاه أن الصدقة التی یتلقفها تعالى بیده تلقفا، أعم من الصدقة القولیة أو الفعلیة أو المالیة، و مما فی العلم و الدین أو فی العمل و الدنیا.
و منه فی الحدیث عنه صلّى اللّه علیه و آله لمن كان یصلی منفردا «من یتصدق علیه» یعنی بالایتمام به فی صلاته، بل ان أعظم الصدقة و أفضلها ما یكون فی العلم و الدین.
فالعالم الذی ینشر العلم و الحدیث و یحدث و یقول قال رسول اللّه صلّى اللّه علیه و آله هو أكرم المتصدقین عند اللّه عز و جل، فیكون المصاب به و الدعاء له من أفضل ما یحتسب عند اللّه فلیعرف.
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 501
من شیء الا و قد وكلت به غیری الا الصدقة فانی اتلقفها بیدی لقفا، (1) حتى أن الرجل و المرأة لیتصدق بتمرة أو بشق تمرة فأربیها له كما یربی الرجل فلوه (2) أو فصیله، فیلقاه یوم القیامة و هو مثل أحد و أعظم من أحد.
424- محمد بن مسعود: قال: حدثنی علی بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن عیسى، عن ابن أبی بصیر، عن الحسن بن موسى، عن زرارة، قال: لقیت سالم بن أبی حفصة، فقال لی: ویحك یا زرارة ان أبا جعفر قال لی: أخبرنی عن النخل عندكم بالعراق ینبت قائما أو معترضا؟ قال: فأخبرته أنه ینبت قائما. قال:
فأخبرنی عن ثمركم حلو هو؟ و سألنی عن حمل النخل كیف یحمل؟ فأخبرته
______________________________
قوله تعالى: فانى اتلقفها بیدى لقفا
لقفه كسمعه، و لقفا بالتسكین و لقفانا محركة تناوله بسرعة قاله فی القاموس[987] و التلقف تفعل منه.
و فی المغرب: تلقفت الشیء اذا أخذته من ید رام رماك به، و منه تلقف من فیه كذا اذا حفظه.
قوله تعالى: كما یربى الرجل فلوه
فی المغرب: الفلو المهر و الجمع أفلاء، كعدو و أعداء
و فی الصحاح: الفلو بتشدید الواو المهر، لأنه یفتلی أی یفطم، و قد قالوا للأنثى: فلوة كما قالوا عدو و عدوة، و الجمع أفلاء مثل عدو و أعداء، و فلاوی أیضا مثل خطایا و أصله فعائل و قد ذكرناه فی الهمزة، و یقال أیضا فلوته اذا ربیته[988].
و ربما یقال للصبی أیضا فلو كما قال فی القاموس: فلا الصبی و المهر فلوا و فلاء عزله عن الرضاع أو فطمه كافلاه و افتلاه، و الفلو بالكسر كعدو و سمو
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 502
و سألنی عن السفن تسیر فی الماء أو فی البر؟ قال: فوصفت له انها تسیر فی البحر و یمدونها الرجال بصدورهم، فأتم (1) بامام لا یعرف هذا، قال: فدخلت الطواف و أنا
______________________________
الجحش و المهر فطما أو بالغا السنة، جمع افلاء و فلاوی[989] و الفصیل ولد الناقة اذا فصل عن أمه، و الجمع فصلان بالضم و فصال بالكسر[990].
قوله: فأتم
فی طائفة من النسخ «تأتم» على المضارع للخطاب من الایتمام، و فی عضة منها «أ تأتم» بهمزة الاستفهام قبل الفعل، و فی بعضها «فأتم» على صیغة الامر منه و ادخال الفاء علیها.
قلت: و لعمر الحبیب أن سالم بن أبی حفصة فی البلادة و كلال الفطانة لعریض القفا، لم یحم حول سر كلام أبی جعفر علیه السّلام و معناه، و لم یهتد لسمت سبیله و مغزاه.
«فالنخل عندكم بالعراق» تعبیر عن أهل العراق، لما بین الانسان و النخل من كمال المناسبة و شدة المشابهة.
و من هناك فی الحدیث: أكرموا عمتكم النخلة.
و «نباتة قائما أو معترضا» كنایة عن نشو المرء مستقیما فی الدین أو معوجا فی الاعتقاد.
و ثمركم، عبارة عن أبنائكم و أولادكم، كما قد ورد فی تفسیر قوله عز من قائل «وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ»[991].
و «حلو» هو سؤال عن حلاوة المذهب و السلامة عن مرارة فاكهة السیرة و بشاعة طعم العقیدة.
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 503
مغتم لما سمعت منه، (1) فلقیت أبا جعفر علیه السّلام فأخبرته بما قال لی، فلما حاذینا الحجر الاسود، قال: اله (2) عن ذكره فانه و اللّه لا یؤل الى خیر أبدا
______________________________
و «السفن» بضمتین أو باسكان الفاء بعد السین المضمومة جمع السفینة، المراد الائمة الحجج صلوات اللّه علیهم، لقوله صلّى اللّه علیه و آله: مثل أهل بیتی كمثل سفینة نوح[992].
و السؤال عن «سیرها فی الماء أو فی البر» معناه أنهم علیهم السّلام عندكم أهل العراق مطاعون فی الحكم، أو معطلون عن الاتباع و الاطاعة.
قوله: و أنا مغتم لما سمعت منه
كان زرارة رحمه اللّه تعالى أیضا كان طفیف القسط من توقد الفطنة و التفطن لدخلة الاسرار و الا فما وجه الاغتمام لذلك.
قوله (ع): اله
بكسر همزة الوصل و سكون اللام و فتح الهاء على صیغة الامر، من لهی عن الشیء یلهی عنه، كرضی یرضی، لهیا و لهیانا، اذا غفل عنهلاسو و ترك ذكره، و ألهاه عن كذا شغله عنه، و لهی بالشیء یلهی به كرضی به یرضی، اذا أحبه و شده به عن غیره.
قال فی الصحاح: تقول: اله عن الشیء أی اتركه، و فی الحدیث فی البلل بعد الوضوء اله عنه، و كان ابن الزبیر اذا سمع صوت الرعد لهى عن حدیثه أی تركه و أعرض عنه، الاصمعی: اله عنه و منه بمعنى، و أما لهوت بالشیء ألهو لهوا فمعناه لعبت به و تلهیت به مثله، و فلان لهو بتشدید الواو على فعول[993].
و قوله علیه السّلام «و اللّه لا یأول» أی لا یرجع سالم إلی خیر أبدا، من آل الى كذا أولا اذا رجع و المآل المرجع.
اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى (مع تعلیقات میر داماد الأسترآبادى)، ج2، ص: 504
425- ابن مسعود، قال: حدثنی علی بن الحسن، قال: حدثنی العباس بن عامر، و جعفر بن محمد بن حكیم، عن أبان بن عثمان، عن أبی بصیر، قال: قیل لأبی عبد اللّه علیه السّلام و أنا عنده، ان سالم بن أبی حفصة یروی عنك أنك تكلم على سبعین وجها لك من كلها المخرج؟ قال، فقال: ما یرید سالم منی أ یرید أن أجیء بالملئكة فو اللّه ما جاء بها النبیون، و لقد قال ابراهیم إِنِّی سَقِیمٌ، و اللّه ما كان سقیما و ما كذب، و لقد قال ابراهیم: بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا و ما فعله و ما كذب و لقد قال یوسف: إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ، و اللّه ما كانوا سارقین و ما كذب.
426- ابن مسعود، قال: حدثنى علی بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن حكیم، و عباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، قال: سالم بن أبی حفصة كان مرجیا
427- وجدت بخط جبریل بن أحمد: حدثنی العبیدی، عن محمد بن اسماعیل بن بزیع، عن منصور بن یونس، عن فضیل الاعور، قال: حدثنی أبو عبیدة الحذاء، قال: أخبرت أبا جعفر علیه السّلام بما قال سالم بن أبی حفصة فی الامام، فقال: ویل سالم یا ویل سالم ما یدری سالم ما منزلة الامام، ان منزلة الامام أعظم مما یذهب الیه سالم و الناس أجمعون.
428- حمدویه و ابراهیم، قالا: حدثنا أیوب بن نوح، عن صفوان، قال:
حدثنی فضیل الاعور، عن أبی عبیده الحذاء، قال: قلت لأبی جعفر علیه السّلام: ان سالم ابن أبی حفصة یقول لی: ما بلغك أنه من مات و لیس له امام كانت میتته میتة جاهلیة؟
فأقول بلی. فیقول من امامك؟ فأقول ائمتی آل محمد علیه و علیهم السلام. فیقول:
و اللّه ما اسمعك عرفت اماما، قال أبو جعفر علیه السّلام: ویح سالم و ما یدری سالم ما منزلة الامام، منزلة الامام یا زیاد أعظم و أفضل مما یذهب الیه سالم و الناس أجمعون.
و حكی عن سالم: أنه كان مختفیا من بنی أمیة بالكوفة، فلما بویع لأبی العباس خرج من الكوفة محرما فلم یزل یلبی: لبیك قاصم بنی امیة لبیك، حتى أناخ بالبیت.